Details, Fiction and التغطية الإعلامية
Details, Fiction and التغطية الإعلامية
Blog Article
كيف يستفيد السرد في الصحافة من السينما؟ وماهي حدود "الاقتراض" من مجال رأسماله الخيال إلى أسلوب صحفي يوظف في بناء الحقائق؟ وما أبرز التقنيات التي استعارتها الصحافة من السينما؟
ويستغل الإعلام عمومًا هذه الإستراتيجية لتمرير الآراء والإقناع بها، وترى الباحثة أن الإعلام الغربي لا يشذُّ عن ذلك، فهو يتوارى خلف المغالطات التي يستعملها السياسيون الغربيون في خطاباتهم للإيهام بأن حماس "جماعة إرهابية" قادرة على إيقاع الأذى بالشعب الفلسطيني نفسه. ففي نص الخطاب الأول، نرى تأكيد الرئيس الأميركي، جو بايدن، على الرواية الإسرائيلية بشأن ما تُعتبر "حادثة مأساوية في قطاع غزة" تُعد حركة حماس "المسؤول الأول عنها"، وبذلك ينفي التهمة عن المسؤول الرئيسي وهو الجيش الإسرائيلي الذي يستخدم سياسة "الأرض المحروقة"، أو ما يُسمَّى "عقيدة التدمير الإسرائيلية"، في مواجهة عموم الفلسطينيين. ولأن اتهام حماس بضرب الفلسطينيين مباشرة لا يمكن أن يُقنع الرأي العام العالمي فتمَّ استخدام عبارات، مثل "صاروخ خارج السيطرة" و"مجموعة إرهابية". وهذا يُشير إلى تبنِّي لغة محددة تُظهِر أن النشاط العسكري غير المقصود من جانب حماس كان سببًا مباشرًا في الدمار، مما يمكن أن يؤثر في الرأي العام من خلال توجيه اللوم بطريقة محددة نحو طرف واحد، وهو حركة حماس.
أما موقف الرئيس الأميركي، جو بايدن، فقد تميز بالتصريحات التي تحمل رسائل عديدة على جبهات متعددة، تتضمن الفخر الذي أعلنه بالوقوف مع إسرائيل لتكريم الشجاعة والالتزام اللذين يُعبِّران عن عمق التحالف الأميركي/الإسرائيلي، ويشددان على التماسك على مستوى العلاقات الدولية.
أن تكون صحفيا، وصحفية على وجه التحديد تغطي حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ومجردة من كل أشكال الحماية، يجعل ممارسة الصحافة أقرب إلى الاستحالة، وحين تكون الصحفية أُمًّا مسكونة بالخوف من فقدان الأبناء، يصير العمل من الميدان تضحية كبرى.
وتحاول هذه الرواية دَعْشَنَة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما يجعل سلوكها لا يختلف عن تنظم "الدولة الإسلامية"، المعروف اختصارًا التغطية الإعلامية بـ(داعش)، دون النظر مرة أخرى في اختلاف السياقات والأبعاد الوطنية التي تحرك حماس في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. ولذلك ركز معظم الإعلام الغربي وبعض القادة السياسيين في الغرب خلال الأيام الأولى للحرب على هذه الرواية لشيطنة حماس حتى تتماهى صورتها مع تنظيم الدولة، وهو ما يرتب واقعًا سياسيًّا وقانونيًّا في التعامل مع الحركة باعتبارها "كيانًا إرهابيًّا متوحشًا" -في نظر هؤلاء- وليست حركة تحرر وطني. إن أكثر ما يشد الانتباه في النماذج السابقة هو إظهار الخطوة التي اتخذها معهد التشريح للكشف عن حالات الجثث، وهو تصرف له تأثير في صورة الصراع في الأذهان؛ إذ يُظهر إصراره على الشفافية والرغبة في كشف الحقيقة، وبيان التحدي والضغط الذي يواجهه المجتمع الإسرائيلي، فضلًا عن دحض الاتهامات بالتزييف في رأيهم والتي يتم تداولها في الإعلام العربي.
الولايات المتحدة أوروبا آسيا أفريقيا أميركا اللاتينية الرأي
التحدي الأكبر للصحفي اليوم ليس امتلاك الأدوات والوسائل فمعظمها متوفر، وإنما في إنتاج محتوى إعلامي متميز ينافس (الصحفي) به ويمكِّنه من وضع تقريره ومادته الإعلامية بقوة على خارطة اهتمامات الجمهور.
كما أن الإيهام بإعادة بناء الهويات المفقودة يلامس عميقًا الجانب الديني والثقافي من خلال مراعاة التعاليم اليهودية التي تُشدِّد على دفن الجسد بأكمله.
يجب التركيز على التفاصيل المهمة وتأكد من أنها تبدو وكأنها فعالية لا يمكن تفويتها لتوليد التشويق.
- كيف تحوَّل الإعلام الغربي إلى جهاز أيديولوجي يُقدِّم روايات تُناقض الحقائق الواقعية؟
لكن ثمة نظرة أكثر عمقا للميدان يمكننا أن نستكشف من خلالها زوايا وأبعاد جديدة للتغطية الإخبارية لحدث ما، إذا استطعنا التعامل بعمق وشمولية أكبر مع الحدث..فكيف يمكن تحقيق ذلك؟
لا يتوقف الدعم الغربي لإسرائيل على المناصرة بالسلاح في ساحة المعركة وبالكلمة في وسائل الإعلام، وإنما تعدى ذلك إلى تهديد كل من يُظهِر تعاطفًا مع الشعب الفلسطيني. ولم تسلم من هذا التهديد الجامعات التي تمثِّل فضاء للعلم والمعرفة ولا تخضع إلا لما تمليه الحريات الأكاديمية، لكن يمارس المليارديرات الأميركيون الضغط على المؤسسات الأكاديمية لمنعها من نصرة الشعب الفلسطيني وذلك في دائرة التأثير الاجتماعي والسياسي الذي يتجاوز حدود المجتمع ليصل إلى المؤسسات الجامعية.
التغطية التمهيدية: حيث يقصد بها التغطية التي تسعى إلى التنبؤ بالأحداث المستقبلية، بحيث يكون ذلك وفقاً للأحداث التي وقعت بالفعل.
يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة.